الخميس، 25 ديسمبر 2008

ما أعظمهم وأرفعهم..



رواية قرأتها فاقشعر بدني لهاو سالت دموعي ، فتمنيت أن أكون معهم لأصنع صنيعهم.


في سواد ليلة عاشوراء وظلامها الحالك قام الحسين مخاطبا في أصحابه بعد ان اثنى على الله وحمده((أما بعد فإني لا أعلمُ أصحاباً أولى ولا خيراً من أصحابي ولا أهل بيت أبرَّ ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكُم الله عني جميعاً خيراً ، ألا وإني أظنُ يوَمنا من هؤلاءِ الاعداءِ غداً إلاّ واني قد أذنتُ لكم ، فانطلقِوا جميعاً في حل ليس عليكم حَرجٌ منّي ولا ذمام هذا الّليلُ قد غشيّكم فاتّخذوه جَمَلا، وليأخُذ كلُ رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي ، وتفرّقوا في سَوادِكم ومدائنكم حتى يُفرجَ الله ، فإنَّ القومَ إنما يطلبوني ولو قد أصابوني لَهوا عن طلب غيري...)) , فقام اليه العباس بن علي أخوه عليهما السلام وعلي ابنه ، وبنو عقيل ، فقالوا له :((معاذ الله والشهر الحرام ، فماذا نقول للناس إذا رجعنا إليهم ، إنا تركنا سيدنا ، وابن سيدنا وعمادنا ، وتركناه غرضاً للنبل ، ودريئةً للرماح ، وجزراً للسباع ، وفررنا عنه رغبةً في الحياة ، معاذ الله ، بل نحيا بحياتك ، ونموت معك !!)) فبكى وبكوا عليه.

فقام إليه مسلمُ بنُ عوسجة الاسدي فقال :(( أنحنُ نخلي عنك ولمّا نعذر إلى الله في أداء حقِك ؟ أما واللهِ حتى أكسر في صدورِهمْ رمحي وأضربَهمْ بسيفي ما ثبت قائمُه في يدي ولا أُفارقُكَ ولو لم يكنْ معي سلاح أقاتُلهم به لَقذفتُهم بالحجارة دونَك حتى أموت معك)). وقال سعد بن عبد الله الحنفي:(( واللهِ لا نخليكَ حتى يعلمَ اللهُ أنا قد حفظنا غَيبةَ رسول اللهِ صلى الله عليه وآله فيك ، واللهَ لو علمتُ أني أقتلُ ثم أحيا ثم أحرقُ حيَّاً ثم اذرُّ يُفعلُ ذلك بي سبعين مرةً ما فارقتُك حتى ألقى حِمامي دونَك ، فكيف لا أفعل ذلكَ وإنما هي قتلةٌ واحدةٌ ، ثمَّ هيَ الكرامةُ التي لا انقضاء لها أبداً !.))ثم قام زُهير بن القين وقال :((واللهِ لوددتُ أني قُتلتُ ثم نُشرتُ ثم قُتلتُ حتى أقتلَ كذا ألف قتلة ، وأن اللهَ يدفعُ بذلكَ القتلَ عن نفسِك وعن أنفُس هؤلاءِ الفتيةِ من أهل بيتك !.))وتكلم جماعةُ أصحابهِ بكلام يشبهُ بعضه في وجه واحد ، فقالوا : (( واللهِ لا نُفارِقُكَ ، ولكن أنفُسنا لكَ الفداء ! نَقيكَ بنحورِنا وجباهِنا وأيدينا ، فإذا نحنُ قُتِلنا كُنا وفَينا وقضينا ما علينا)). *


نعم .. فنصرة الحسين لاتترك، وثوابها لايدرك, فطابوا أحياءأً وأمواتاً.


نصيحة ..( لنعمل لنكون أنصار إمامنا المنتظر)

*المصدر: تاريخ الطبري : ج 4 ، ص 317 ـ 318 ، نهاية الارب للنويري : ج20 ص434 ، الكامل في التاريخ
الصورة هي عبارة عن واجهة قبر أنصار الحسين

هناك تعليقان (2):

Dr. Ali Maarafi يقول...

تعم اولئك الصفوة الطاهرة
اللهم اجعلنا من انصار ابي عبداالله الحسين

علي الدر يقول...

شكرا لك يادكتور معرفي

وانشالله تكون المدونه نالت على استحسانك