الاثنين، 10 يناير 2011

رضواننا ... منبع للفضائل

بسم الله الرحمن الرحيم




روي عن الإمام الباقر عليه السلام أنه لما أخبر عن اجتماع الشيعه مع بعضهم قال :" أتجلسون وتتحدثون"، قيل:" بلى سيدي"، قال:" إني أحب تلك المجالس فأحيوا فيها أمرنا، من جلس مجلساً يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب".


إن مجالس الذكر عند الله لا تقل عن الكثير من العبادات التي يمارسها الانسان في حياته؛ فمنذ زمن حبيبنا محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام كانت تدار حلقات للنقاش العلمي والحديث الشريف والتفكر، و استمرت هذه الجلسات ليرثها الصالحون من الحواريين لأهل البيت عليهم السلام, فقد حث أهل البيت عليها لدورها الكبير في ثلاثة أمور رئيسية, أولها الاصلاح فهو غاية كبيرة لهذه المجالس, كما أن وقاية الناس من الآفات التي يسببها المجتمع أمر لاتهمله هذه المجالس, وثالثا فإن مثل هذه المجالس من شأنها تطوير الفرد والدفع برقي المجتمعات, فالتأمل والتفكر من العبادات العظيمة المحببة لله جل جلاله.
ومع مرور السنين أخذت الحكومات الظالمة و المستبدة بمحاربة هذه المجالس المباركة, وهنا كان لابد لأناس رساليين يحملون هَمّ الرسالة المحمدية بأن يتصدون لإحياء هذه المجالس, فكانوا في سالف العصر يجتمعون في الخفاء, وكانوا يخاطرون بأرواحهم فحق القول فيهم (( هم فتية آمنوا بربهم فزدناهم هدى))، فكانوا كالماسة التي كلما صقلت زاد سعرها وبريقها, وفي الشدة والرخاء تزداد إشعاعا وبريقا وأخذ المؤمنون الرساليون يتوارثون هذه المجالس؛ إلى أن آل الدور إلى اجدادنا وآبائنا فكانوا نعم الوارثين المحافظين على هذه الرسالة العظيمة, واستمروا في العطاء سنين بعد سنين, إلى أن حان تأسيس مؤسسة الرضوان الشبابية لتحمل رسالة الأنبياء و الأوصياء, و تكمل مسيرة الصالحين و المؤمنين, وهنا حان دورنا..
فَعَمَلُنا في مؤسسة الرضوان الشبابية كان مثالا صادقا لخدمة المذهب من خلال نشاطاتنا وشبابنا, فكانت رائدة في مجال العمل التربوي الشبابي مع قريناتها من المراكز والمؤسسات الاسلامية التي حوت تاريخا وخبرات جمة في هذا المجال.
و إن من اكبر نشاطات مؤسسة الرضوان الشبابية هو مخيم الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلّم, الذي يمزج جميع أطياف المجتمع من الرجال والنساء, وتلوّن في شعاراته كل سنة ليحي مناسبة عظيمة ، ففي فاستقم كما أُمرت رسخنا القيم الأخلاقية في الشباب, و في ولاية علي حصني حَصّنّا عقيدتنا بعلي بن أبي طالب عليه السلام, ومع انطلاقة محرم صرَخْنا جميعاً في قلبي ياحسين , كما أن في محرم الحسين عليه السلام كانت لــ زينب..حكاية آية ، فكانت آيتها شعارنا, و بـ شهيد فوق الجنازة حَمَلْنا وشَيّعْنا الامام الحسن عليه السلام بقلوبنا, ورفعنا راياتنا في الاربعين لتكون رايَتُنا كربلاء, وها نحن هذه السّنة نُحيي ذكر استشهاد نبي الله ورسوله الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم, فسيكون لنا منبع الفضائل.

وهنا رسالتان؛ الأولى للمشتركين وأولياء الأمور...

لم يترك الشباب في مؤسسة الرضوان الشباية أشغالهم وأهليهم إلاّ لأنّهم نَذَرُوا أنفسهم لخدمة محمد وآل محمد عليهم الصلاة والسلام، وليكملوا مسيرتهم مُتَطوّعين غَيْرَ مُكْرَهين ولا مأجورين دنيويا, فالعلماء و السادة و الشيوخ الأفاضل وضعوا علومهم بين يديكم ويدي أبنائكم, وشبابنا نذروا خبراتهم التي تحققت بالدراسة والممارسة من أجل استفادتكم وراحتكم, فوجودكم ووجود أبناءَكم في مثل هذه الأماكن سيكون المناخ المناسب لهم و البيئة التي تنشدون أن ينموا أبناءَكم بها, وسيكون الجزء المكمل لتربيتكم الطاهره لهم في المنزل, فاحجز مكانا لك ولابنك الآن في مخيم الرسول الأعظم صلى الله عليه آله وسلم...

أما رسالتي الثانية , فهي لشباب الرضوان ,كوادر هذا المخيم الكبير...
تذكروا أن المشتركين أمانة في أعناقكم , وأن أولياء الأمور وضعوا ثقتهم فيكم وفي جهودكم , فلا تنسى عزيزي الكادر أن المخيم بني بسواعد الماضين ونحن نكمل المسيرة ,فحافظ على أخلاقيات العمل الإسلامي وكن مثالا جليا للقدوة الحسنة , فبكم يكون رضواننا منبعا للفضائل...


علي قبازرد
قائد مخيم الرسول الأعظم
(صلى الله عليه وآله وسلم)

همسة : أشكر زوجتي الغالية على مساعدتي في تنسيق هذه المقالة, وإنشاءالله ماتكون المقالة الأخيرة التي تساعدني بها.

هناك تعليقان (2):

نبـع الكوثـر يقول...

الله يوفقكم إن شاء الله
شدوا حيلكم
تتعبون الحين ،، ترتاحون بالآخرة !
خدمة أهل البيت سلام الله عليها ثوابها عظيم
طبعاً ما صرت قائد المخيم إلا والكل معتمد عليك ويعرفونك عدل قدها وقدووود :q
وأتمنى شباب الرضوان نفسهم يكتسبون مهارة القيادة وتحمل المسؤولية

وكلنا ندري إن كل واحد فيكم راح يعطي من كل قلبه في سبيل نجاح هذا المخيم اللي بصراحة قاعد يتطور كل سنة بسواعد الشباب ،، الله يعطيكم العافية

وأتمنى اللجنة الإعلامية تكون قد المسؤولية (( عشان ولد عمتي :q ))

وشكراً أم حسن على تنظيم المدونة ،، ما قصرتي

علي الدر يقول...

أشكر إختي نبع الكوثر

مرورك طيب كما تعودنا منك ، (بس في سؤال راح أسإلج إياه ببيان)...

ومازلت أنتظر تدوينتك الأولى :)